عاشت شعوب سواحل البحر المتوسط تقلبات في العلاقات فيما بينها على مر العصور ، فبينما ساد السلم في فترات معينة ، شهدت فترات أخرى حروبا بين تلك الشعوب . وكانت هناك فترات تاريخية سيطرت فيها حضارات معينة على مناطق واسعة وحققت نموا وازدهارا ، إلا أن هذه الحضارات نفسها عانت ضعفا في فترات أخرى ، فاندثرت لتحل مكانها وتتطور حضارات جديدة . شكل البحر المتوسط » جسرا » بين الحضارات والشعوب التي تعيش على سواحله . إذ كان البحارة والمسافرون الذين يرسون في موانئه يحدثون السكان المحليين عن بلادهم ويشرحون لهم عن عاداتهم ، وعندما كانوا يجدون في موانئه منتجات جديدة كانوا يأخذونها معهم في طريق عودتهم إلى مواطنهم . ومن سواحل البحر المتوسط وموانئه واصل الناس والبضائع والحكايات التوغل داخل البلدان المختلفة ، عبر الطرق البرية . ونتج عن هذه الحركة غير المنقطعة ما يسمى بـ “ المتوسطية” التي تميز بلدان المنطقة .  אל הספר
מטח : המרכז לטכנולוגיה חינוכית