עמוד:75

ﻓﻴﻤﺎ ﻳﻠﻲ ﺳﻨﺘﻄﺮق إﻟﻰ ﺑﻌﺾ هﺬﻩ اﻟﺤﺮﻳﺎت: ﺣﺮﻳﺔ اﻟﺘﻔﻜﻴﺮ واﻟﺮأي ﺗﻌﺘﺒﺮ هﺬﻩ اﻟﺤﺮﻳﺔ أﺣﺪ ﺣﻘﻮق اﻹﻧﺴﺎن اﻷآﺜﺮ أﺳﺎﺳﻴﺔ .ﻓﺤﺮﻳﺔ اﻟﺮأي ﺗﻌﻨﻲ اﻟﺤﺮﻳﺔ ﺑﺄن ﻳﺘﺤﺎور آﻞ إﻧﺴﺎن ﻣﻊ ﻧﻔﺴﻪ، وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ أن ﻳﺒﻠﻮر ﻟﻪ رأﻳﺎ ﺷﺨﺼﻴﺎ ﺣﻮل أﻳﺔ ﻗﻀﻴﺔ ﻣﻄﺮوﺣﺔ ﻋﻠﻰ ﺟﺪول اﻷﻋﻤﺎل اﻟﺸﺨﺼﻲ أو اﻟﻌﺎم :اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ، اﻷﺧﻼق، اﻟﺪﻳﺎﻧﺔ، اﻟﻌﻠﻢ واﻷﺣﻮال ﻟﺸﺨﺼﻴﺔ .ﻳﺤﻖ ﻟﻜﻞ إﻧﺴﺎن ﺗﺒﻨّﻲ أي رأي، ﺣﺘﻰ وإن ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻣﻘﺒﻮﻻً، وﺣﺘﻰ وإن اﻋﺘﺒﺮﻩ اﻵﺧﺮون ﺧﻄﻴﺮًا أو ﺿﺎرًا .هﺬا اﻟﺤﻖ ﻧﺎﻓﺬ اﻟﻤﻔﻌﻮل ﻣﺎ دام ﻣﺴﺘﻤﺮًا ﻓﻲ ﻧﻄﺎق اﻟﻤﻌﺘﻘﺪات اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ ﻟﻠﻔﺮد أي ﻣﺎ ﻟﻢ ﻳﺘﻢ اﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ﻋﻨﻪ ﺑﻌﻤﻞ ﺧﺎرﺟﻲ، وذﻟﻚ ﺑﻌﺪ إﺑﺪاء اﻟﺮأي ﻋﻠﻨﺎ. إن اﻟﺤﺮﻳﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﻔﻜﻴﺮ وﻓﻲ اﻟﺮأي هﻲ ﺷﺮط ﺿﺮوري ﻟﻜﻲ ﻳﻜﻮن اﻹﻧﺴﺎن ﻣﺴﺘﻘﻼً ذاﺗﻴﺎً، وﻟﻜﻲ ﻳﻜﻮن ﻣﻔﻜﺮًا وﻧﺎﻗﺪًا . ﻓﺎﻟﺤﺮﻳﺔ ﻓﻲ ﺑﻠﻮرة ﻓﻜﺮة ﺗﺆآﺪ ﻋﻠﻰ أن ﺗﻜﻮن ﻟﻺﻧﺴﺎن آﺮﻣﺘﻪ اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ، وﻋﻠﻰ أن ﺗﻜﻮن ﻟﻪ اﻟﻤﻘﺪرة ﻓﻲ اﺳﺘﻜﺸﺎف ﻟﻤﺴﺆوﻟﻴﺔ إزاء أﻓﻌﺎﻟﻪ وأﺣﻜﺎﻣﻪ. وﺧﻼﻓﺎً ﻟﺴﺎﺋﺮ اﻟﺤﻘﻮق اﻷﺧﺮى ﻓﺈن هﺬا اﻟﺤﻖ ﻓﻲ اﻟﺤﺮﻳﺔ هﻮ ﺣﻖ ﻣﻄﻠﻖ، وذﻟﻚ- آﻤﺎ أﺷﺮﻧﺎ - ﻣﺎداﻣﺖ ﻓﻜﺮﺗﻪ ﻻ ﺗﺘﺄﺗﻰ ﻓﻲ ﻋﻤﻞ ﺧﺎرﺟﻲ .وﺣﺘﻰ إذا ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺁراء اﻹﻧﺴﺎن ﻣﻘﺒﻮﻟﺔ ﻓﻠﻴﺲ ﻣﻦ اﻟﻤﺒﺮر أن ﻧﻤﺲ ﺑﺤﺮﻳﺔ ﺗﻔﻜﻴﺮﻩ ورأﻳﻪ. ﺣﺮﻳﺔ اﻟﻀﻤﻴﺮ ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ ﻓﺈن هﺬﻩ اﻟﺤﺮﻳﺔ - أيّ ﺣﺮﻳﺔ آﻞ إﻧﺴﺎن ﻓﻲ اﻋﺘﻨﺎق ﺁراء ﻣﺤﺪدة، أﺳﺎﺳًﺎ ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺎل اﻷﺧﻼﻗﻲ- ﻳﻌﺘﺒﺮ ﺣﺎﻟﺔ ﻓﺮدﻳﺔ ﻣﻦ ﺣﺎﻻت ﺣﺮﻳﺔ اﻟﺮأي، ذﻟﻚ أن ﺣﺮﻳﺔ اﻟﻀﻤﻴﺮ هﻲ ﺣﺮﻳﺔ آﻞ إﻧﺴﺎن ﻓﻲ ﺗﺒﻨﻲ ﻗﻴﻢ ﺧﻠﻘﻴﺔ ﻣﺴﺘﻤﺪة ﻣﻦ ﻣﺼﺎدر ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ :هﻲ اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ، اﻟﻌﻠﻤﺎﻧﻴﺔ، اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ أو اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ .ﺣﺮﻳﺔ اﻟﻀﻤﻴﺮ ﺗﺸﻤﻞ أﻳﻀًﺎ ﺣﻖ اﻟﺘﻨﻔﻴﺬ اﻟﻌﻠﻤﻲ، أي ﺣﻖ أﻹﻧﺴﺎن ﻓﻲ اﻟﺘﺼﺮف وﻓﻖ اﻟﻘﻴﻢ اﻟﺨﻠﻘﻴﺔ اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ، وﺣﻘﻪ ﻓﻲ رﻓﺾ اﻟﻘﻴﺎم ﺑﺄﻋﻤﺎل ﺗﺘﻨﺎﻗﺾ ﻣﻊ ﻣﺎ ﻳﻤﻠﻴﻪ ﺿﻤﻴﺮﻩ. ﻣﺜﻼ :اﻟﺸﺨﺺ اﻟﺬي ﻳﺮﻓﺾ اﻟﺨﺪﻣﺔ اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ، ﻳﻌﺘﺒﺮ ﻧﻔﺴﻪ ﻣﺤﺒًﺎ ﻟﻠﺴﻠﻢ وهﻮ ﺣﺴﺐ رؤﻳﺘﻪ اﻷﺧﻼﻗﻴﺔ أنّ ﺣﻞ اﻟﺼﺮاﻋﺎت ﻳﺠﺐ أن ﺗﻜﻮن ﺑﺎﻟﻄﺮق اﻟﺴﻠﻴﻤﺔ، وﻟﻴﺲ ﺑﺎﻟﺤﺮب واﻟﻘﺘﺎﻟﻲ .ﺗﺠﺪر اﻹﺷﺎرة إﻟﻰ أن اﻟﺤﻖ ﻓﻲ رﻓﺾ اﻟﻘﻴﺎم ﺑﻌﻤﻞ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﺣﻘﺎ ﻣﻘﻴﺪا • . ﺣﺮﻳﺔ اﻟﺘﻌﺒﻴﺮ وﺣﺮﻳﺔ اﻟﻤﻌﺮﻓﺔ هﺬﻩ اﻟﺤﺮﻳﺔ ﺗﻌﻨﻲ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺣﺮﻳﺔ اﻟﺮأي واﻟﻀﻤﻴﺮ، ذﻟﻚ أن اﻟﻔﺮد ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ أن ﻳﻜﻮن ﻣﺴﺘﻘﻼ أو أن ﻳﺤﻘﻖ ذاﺗﻪ إذا ﻟﻢ ﻳﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ اﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ﻋﻦ ﻣﻌﺘﻘﺪاﺗﻪ، ﺁراﺋﻪ، ﻣﺸﺎﻋﺮﻩ وﺗﻔﻀﻴﻼﺗﻪ، ﺑﻜﻠﻤﺎت أﺧﺮى. ﻟﻦ ﻳﻜﻮن هﻨﺎك أي ﻣﻌﻨﻰ ﻟﺤﺮﻳﺔ اﻟﺮأي وﺣﺮﻳﺔ اﻟﻀﻤﻴﺮ إذا ﻟﻢ ﻳﺘﻤﻜﻦ اﻹﻧﺴﺎن ﻣﻦ اﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ﻋﻨﻬﻤﺎ .ﻃﺮق اﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ﻣﺘﻨﻮﻋﺔ :اﻟﻤﺤﺎدﺛﺔ ﺑﻴﻦ اﻷﺻﺪﻗﺎء، وﺳﺎﺋﻞ اﻻﺗﺼﺎل اﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ واﻟﻤﺬاﻋﺔ، ﻣﺨﺘﻠﻒ اﻟﻨﺸﺮات، اﻟﻤﻈﺎهﺮات، وﺷﺘﻰ أﻧﻮاع ﻟﻔﻨﻮن إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻷدب. ﺣﺮﻳﺔ اﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ﺗﺘﺠﻠّﻰ ﻋﻠﻰ ﺻﻌﻴﺪﻳﻦ :ﻋﻠﻰ اﻟﺼﻌﻴﺪ اﻟﺸﺨﺼﻲ - أي ﺣﻖ آﻞ ﻓﺮد ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻓﻲ اﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻪ، وﻋﻠﻰ اﻟﺼﻌﻴﺪ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ- ﺣﻖ آﻞ ﻓﺮد آﻤﻮاﻃﻦ ﻓﻲ اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴﺔ أن ﻳﻄﺎﻟﺐ ﺑﺎﻟﺤﺼﻮل ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎت ﻋﻦ • ﻋﻦ ﻋﺪم اﻻﻧﺼﻴﺎع ﻟﻠﻘﺎﻧﻮن ﻷﺳﺒﺎب ﺿﻤﻴﺮﻳﺔ راﺟﻌﻮا- ﻣﺒﺪأ ﺳﻠﻄﺔ اﻟﻘﺎﻧﻮن، ﻓﻲ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺨﺎﻣﺲ.

ישראל. משרד החינוך. האגף לתכנון ופיתוח תוכניות לימודים

دار النهضة للطباعة و النشر בע"מ


לצפייה מיטבית ורציפה בכותר