עמוד:108

ﺣﻘﻮق اﻷﻗﻠﻴﺎت - ﺣﻘﻮق ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ آﻤﺎ ﺗﻌﻠﻤﻨﺎ ﻓﺈن اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻓﻲ آﻞ دوﻟﺔ ﻳﺘﺄﻟﻒ ﻣﻦ أﻓﺮاد وﻣﺠﻤﻮﻋﺎت .ﻋﺎدة ﻳﺘﻢ اﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﺑﻴﻦ ﻧﻮﻋﻴﻦ ﻣﻦ اﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺎت : اﻷول - اﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺎت اﻟﺘﻲ ﻳﺘﻢ اﻟﺘﻜﺘﻞ ﺑﻴﻦ أﻓﺮادهﺎ ﺑﻔﻀﻞ اﻟﻌﺎﻣﻞ اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ أو اﻟﻔﻜﺮي، ﻣﺜﻞ اﻷﺣﺰاب واﻟﺤﺮآﺎت اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ، واﻟﺜﺎﻧﻲ - ﻣﺠﻤﻮﻋﺎت اﻷﻗﻠﻴﺎت اﻟﻌﺮﻗﻴﺔ، اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ، اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ أو اﻟﻘﻮﻣﻴﺔ. ﻓﻲ هﺬا اﻟﺒﻨﺪ ﺳﻮف ﻧﺮآﺰ ﻋﻠﻰ ﺣﻘﻮق ﻣﺠﻤﻮﻋﺎت اﻷﻗﻠﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻌﻴﺶ ﻓﻲ اﻟﺪول اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴﺔ. ﻣﺠﻤﻮﻋﺎت اﻷﻗﻠﻴﺔ هﻲ ﻣﺠﻤﻮﻋﺎت ﻟﻜﻞ واﺣﺪة ﻣﻨﻬﺎ ﻣﺮآﺐ ﺧﺎص، واﺣﺪ أو أآﺜﺮ ﻳﻤﻴﺰ هﺬﻩ اﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ ﻋﻦ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ اﻷآﺜﺮﻳﺔ ﻓﻲ اﻟﺪوﻟﺔ .اﻟﻤﺮآﺐ اﻟﺨﺎص اﻟﺬي ﻗﺪ ﻳﻜﻮن اﻟﻠﻐﺔ، اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ، اﻟﺪﻳﺎﻧﺔ، اﻷﺻﻞ اﻟﻌﺮﻗﻲ أو اﻟﻬﻮﻳﺔ اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ. ﺟﻤﻴﻊ اﻷﻗﻠﻴﺎت ﺗﺤﺮص ﻋﺎدة ﻋﻠﻰ اﻟﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻰ هﻮﻳﺘﻬﺎ اﻟﺨﺎﺻﺔ :اﻷﻗﻠﻴﺎت اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﺳﻮف ﺗﺴﻌﻰ إﻟﻰ ﻧﻴﻞ ﺣﻘﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻌﻴﺎدة واﻟﻘﻴﺎم ﺑﺎﻟﺸﻌﺎﺋﺮ اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ، اﻷﻗﻠﻴﺎت اﻟﻘﻮﻣﻴﺔ ﺳﺘﺴﻌﻰ إﻟﻰ اﻟﺤﻖ ﻓﻲ اﻟﺤﻜﻢ اﻟﺬاﺗﻲ، اﻟﺘﻤﺜﻴﻞ ﻓﻲ اﻟﺒﺮﻟﻤﺎن وﻓﻲ اﻟﺴﻠﻄﺎت اﻟﺤﺎآﻤﺔ وﻃﺒﻌﺎ ﺳﺘﻄﺎﻟﺐ ﺑﺤﻖ اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺑﻠﻐﺔ اﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ وﻓﻖ ﺗﻘﺎﻟﻴﺪهﺎ وﺛﻘﺎﻓﺘﻬﺎ وﻣﺎ إﻟﻰ ذﻟﻚ. آﻲ ﺗﺘﻤﻜﻦ اﻷﻗﻠﻴﺎت ﻣﻦ ﻧَﻴْﻞ ﺣﻘﻮﻗﻬﺎ اﻟﺨﺎﺻﺔ، ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺑﺤﺎﺟﺔ إﻟﻰ وﺳﺎﺋﻞ ﻣﺜﻞ اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ، اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ وأﻣﺎآﻦ اﻟﻌﺒﺎدة .ﻟﻬﺬا ﻓﺈن ﻣﺠﻤﻮﻋﺎت اﻷﻗﻠﻴﺔ ﺗﻄﺎﻟﺐ اﻟﺪوﻟﺔ ﺑﺄن ﺗﻌﺘﺮف ﺑﻬﺎ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ذات هﻮﻳﺔ ﺧﺎﺻﺔ، وإن ﺗﻮﻓﺮ ﻟﻬﺎ اﻟﻮﺳﺎﺋﻞ اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﻨﻴﻞ ﺣﻘﻮﻗﻬﺎ اﻟﺠﻤﺎﻋﻴﺔ اﻟﺨﺎﺻﺔ، وأن ﺗﺤﻤﻲ ﺣﻘﻮﻗﻬﺎ ﻋﺒﺮ اﻟﺘﺸﺮﻳﻊ .ﻓﻲ اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﺤﺎﻻت ﺗﺸﻌﺮ ﻣﺠﻤﻮﻋﺎت اﻷﻗﻠﻴﺔ ذات اﻟﻤﻤﻴﺰات اﻟﺨﺎﺻﺔ - ﺑﺤﻖ أو ﺑﺪون ﺣﻖ - ﺑﺎﻟﻘﻤﻊ، اﻻﺿﻄﻬﺎد أو اﻟﺘﻤﻴﻴﺰ. إن اﺣﺘﺮام ﺣﻘﻮق اﻷﻗﻠﻴﺎت راﺳﺦ أﻳﻀًﺎ ﻓﻲ ﻣﺒﺎدئ اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴﺔ، ذﻟﻚ إن اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻤﺲ ﺑﺎﻷﻗﻠﻴﺎت ﺑﻮاﺳﻄﺔ ﺣﺴﻢ اﻷآﺜﺮﻳﺔ ﺗﻤﺲ ﻋﻤﻠﻴﺎ ﺑﺤﺮﻳﺘﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻌﻴﺶ ﺑﻤﻮﺟﺐ ﻧﻈﺮﺗﻬﺎ اﻟﻔﻠﺴﻔﻴﺔ واﻟﻤﺴﺎواة ﺗﺠﺎهﻬﺎ .وهﺬا ﻳﻀﻌﻬﺎ ﻓﻲ وﺿﻊ دوﻧﻲ ﻧﺴﺒﺔ ﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ اﻷآﺜﺮﻳﺔ .هﺬا اﻟﻮﺿﻊ ﻗﺪ ﻳﻨﺸﺄ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ اﻟﻤﺜﺎل إﺛﺮ ﺗﺸﺮﻳﻊ ﻳﺤﻈﺮ ﻋﻠﻰ اﻷﻗﻠﻴﺔ إﻋﺪاد ﻣﻨﺎهﺞ وآﺘﺐ ﺗﻌﻠﻴﻢ ﺣﻮل ﻣﻮاﺿﻴﻊ ﺗﻘﺎﻟﻴﺪ، ﺛﻘﺎﻓﺔ وﺗﺮاث اﻷﻗﻠﻴﺔ. إن ﻣﺼﺪر ﺣﻘﻮق اﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ ﻳﺨﺘﻠﻒ ﻋﻦ ﻣﺼﺪر ﺣﻘﻮق اﻹﻧﺴﺎن، إذ ﺑﻤﻮﺟﺐ اﻟﺘﺼﻮر اﻟﻠﻴﺒﺮاﻟﻲ ﻓﺈن ﺣﻘﻮق اﻹﻧﺴﺎن ﺗﺨﺺ اﻹﻧﺴﺎن ﺑﺴﺒﺐ آﻮﻧﻪ ﺁدﻣﻴﺎ، وﻋﻠﻰ آﻞ دوﻟﺔ أن ﺗﺤﻤﻲ ﺣﻘﻮق اﻹﻧﺴﺎن واﻟﻤﻮاﻃﻦ ﻟﻸﻓﺮاد اﻟﺬﻳﻦ ﻳﻌﺸﻮن ﻓﻴﻬﺎ . أﻣﺎ ﺣﻘﻮق اﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ ﻓﻠﻴﺴﺖ ﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻹﻧﺴﺎن آﻔﺮد وإﻧﻤﺎ آﺠﺰء ﻣﻦ اﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ ﻓﻘﻂ، ذﻟﻚ أن هﺬﻩ اﻟﺤﻘﻮق ﻣﻦ اﻟﻤﻔﺮوض أن ﺗﺤﺎﻓﻆ ﻋﻠﻰ هﻮﻳﺔ اﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ اﻟﺨﺎﺻﺔ .ﻟﻴﺲ ﺑﺈﻣﻜﺎن اﻟﻔﺮد اﻟﻤﻄﺎﻟﺒﺔ ﺑﺤﻘﻪ ﻓﻲ ﺗﻘﺮﻳﺮ ﻣﺼﻴﺮﻩ، وﺿﻊ ﺟﻬﺎز ﺗﻌﻠﻴﻢ وﻣﻨﺎهﺞ ﺗﻌﻠﻴﻢ وﻓﻖ ﺗﺼﻮراﺗﻪ أو اﺳﺘﻌﻤﺎل ﻟﻐﺘﻪ ﺑﺸﻜﻞ رﺳﻤﻲ وﻣﺎ ﺷﺎﺑﻪ. إن ﺣﻘﻮق اﻷﻗﻠﻴﺎت ﻣﺼﺪرهﺎ اﻟﻮﻋﻲ اﻟﻘﻮﻣﻲ وﺑﻌﺚ اﻟﺤﺮآﺎت اﻟﻘﻮﻣﻴﺔ ﻓﻲ أوروﺑﺎ .ﻟﻴﺴﺖ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﺪول اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴﺔ ﺗﻌﺘﺒﺮ أﻧﻔﺴﻬﺎ ﻣﻠﺰﻣﺔ ﺑﺎﻻﻋﺘﺮاف ﺑﺤﻘﻮق اﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ اﻟﺨﺎﺻﺔ وﺣﻤﺎﻳﺘﻬﺎ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﺘﺸﺮﻳﻊ. ﻓﻲ اﻟﺪول اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴﺔ هﻨﺎك ﺛﻼﺛﺔ ﺗﻮﺟﻬﺎت ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻼﻋﺘﺮاف ﺑﺤﻘﻮق اﻷﻗﻠﻴﺎت ﻓﻲ اﻟﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻰ هﻮﻳﺘﻬﺎ وﻃﺎﺑﻌﻬﺎ • : • راﺟﻌﻮا اﻟﻔﺼﻞ اﻷول، اﻟﻘﻮﻣﻴﺔ ودوﻟﺔ اﻟﻘﻮﻣﻴﺔ )ﻣﻦ اﻟﻘﺴﻢ اﻟﺜﺎﻧﻲ(

ישראל. משרד החינוך. האגף לתכנון ופיתוח תוכניות לימודים

دار النهضة للطباعة و النشر בע"מ


לצפייה מיטבית ורציפה בכותר